في بكين
أبطالنا.. اغتالوا أحلامنا
أعادونا للخلف سنوات.. ولابد من حساب عسير
أبطالنا.. اغتالوا أحلامنا
أعادونا للخلف سنوات.. ولابد من حساب عسير
قبل أسبوعين.. كانت الآمال والأماني تملؤنا.. نعيش بها وعليها. نتشوق لانطلاق منافسات أوليمبياد بكين.. وعندما بدأت العجلة تدور.. وتساقط لاعبونا الواحد تلو الآخر.. تبددت هذه الآمال.. واقتلعتها النتائج المخيبة من جذورها.. وزرعت فينا اليأس وعدم الرضا.. والحسرة علي إنجازات كانت قد تحققت منذ أربعة أعوام في أثينا.. ومنَّينا أنفسنا بأن تزداد.. وتتوسع دائرة ميدالياتنا في بكين.. لكن اغتال أبطالنا.. أو ما كنا ندعي انهم أبطال.. هذه الآمال والأحلام وتلك الطموحات.. وتغيرت الصورة وتبدلت الأحاسيس.. ورضينا بأن نقف في مدرجات المشاهدين نتابع الأبطال من كل أنحاء العالم يحطمون الأرقام ويرفعون أعلام بلادهم.
كان هشام مصباح بطل الجودو هو الابتسامة الوحيدة وسط كم الأحزان التي عشناها مع أيام بكين ببرونزيته اليتيمة التي انتزعها عن جدارة واستحقاق ليجد لمصر مكاناً بين الدول التي وقف أحد لاعبيها علي منصة التتويج.
منذ أسبوعين سافر لاعبونا إلي بكين يحملون أحلام وآمال شعب مصر كله.. والذي كان يستعيد الأيام الحلوة في أثينا.. يوم أن انتزع كرم جابر ذهبية المصارعة وتلتها برونزيات وفضيات الملاكمة والتايكوندو.. استعدنا كلنا يوم الوصول.. والاستقبال التاريخي لهم.. يوم أن خرجت مصر كلها تنتظرهم في مطار القاهرة.. لنقول لهم.. شكراً رفعتم رأسي بين شعوب العالم.
اليوم.. تدمينا النتائج وينتابنا شعور داخلي برفض هؤلاء الذين خذلونا وسط العالم كله و"كسفونا" ورفض حضورهم إلي أرض مصر بعدما أعادونا للخلف سنوات في الوقت الذي تتقدم فيه كل الدول من حولنا.
اليوم نقف نتساءل.. بعد أن لملمت الدورة أوراقها ونودعها.. وتودعنا غداً.. ما السر فيما حدث.. وما الأسباب التي جعلت من لاعبينا قنطرة ليعبر عليها الآخرون إلي سلم المجد؟!
ثم.. ما مصير هؤلاء اللاعبين الذين صرفنا عليهم "دم قلبنا" ثم خرجوا تباعاً.. وكأنهم كانوا في نزهة أو فسحة.. علي "حساب الدولة"؟
أسئلة عديدة كان لابد أن نعرف لها إجابات شافية.. من أولئك المسئولين عن "فشل" "الفاشلين".