نحاسب مين..في أوليمبياد بكين ؟!!
الاتحادات لم "تتعهد" بميداليات .. وما حدث كان متوقعاً !!
24 ميدالية .. في 29 دورة .. فلماذا نغضب ؟!!
أعِدوا اللاعبين من الآن .. إذا أردتم ميدالية في لندن
الاتحادات لم "تتعهد" بميداليات .. وما حدث كان متوقعاً !!
24 ميدالية .. في 29 دورة .. فلماذا نغضب ؟!!
أعِدوا اللاعبين من الآن .. إذا أردتم ميدالية في لندن
جمال هليل
* تعالوا نحسبها بهدوء وبساطة!!
لماذا كل هذه الضجة الإعلامية الأوليمبية؟! هل لدينا ما يؤهلنا لتحقيق عشر ميداليات مثلاً؟!! هل لدينا الأرقام العالمية في الألعاب الفردية التي تؤهلنا وترسم طريقنا الأوليمبي؟!!.. احسبوها بدقة وبدون اندفاع وتهور.. ستجدون أن ما حققناه حتي الآن هو المردود الطبيعي لمستوياتنا الرياضية في مختلف الألعاب!! والاستثناء من تلك القاعدة قليل جداً.
فكرة اليد التي لم تحقق أي انتصار يذكر في الدورة.. واكتفت بتعادلين فقط.. كنا نتوقع منها أكثر من ذلك. لأن هذا الفريق كان أفضل في السنوات السابقة عنه الآن. وهذه المنتخبات التي واجهناها سبق وفزنا عليها كثيراً.. لذلك كانت الصدمة كبيرة في كرة اليد المصرية.. لأن سوابقها كانت ايجابية لكن مردودها الأخير كان سلبياً وأقل من المتوقع.. ناهيك وبدون حديث عن الحالة النفسية للاعبين وعدم القدرة علي الحفاظ علي التقدم طوال المباراة ثم التراجع في نهاية كل لقاء.. المؤكد أن هناك رواسب انعكست علي اللاعبين من جراء الخلافات والتشابك بين الاتحاد ورئيسه من جهة.. والمجلس القومي للرياضة من جهة أخري.. أو قل ربما لم يجد الدكتور حسن مصطفي الوقت الكافي لديه لإدارة اللعبة في مصر كما كانت من قبل. وأن مشغولياته الدولية في الاتحاد الدولي أثرت عليه كثيراً وخطفته من الاتحاد المصري. فحدث التفكك بين اللاعبين وفقد الاتحاد السيطرة عليهم!
القياس مع الفارق بين اليد التي قد يصلح فيها التعادل.. والكرة الطائرة التي لا تقبل القسمة علي اثنين.. فإما "الفوز أو الخسارة".
ومستوي الطائرة عالمياً لا يقدر باليد التي لنا فيها باع طويل.. لذلك عندما تخسر الطائرة لا تصعد للدور الثاني في الأوليمبياد فهذا متوقع ومعروف سلفاً عكس اليد التي سبق وفزنا فيها ببطولات عالمية. أو قل علي الأقل كنا مربوطين فيها علي الدرجة السادسة.
* أما عن الألعاب الفردية فهي تختلف وتقسم إلي قسمين.. الأول هو الرقمي الذي يرتبط بالأرقام العلمية ولدينا فيه أبطال مثل آية مدني في الخماسي مثلاً. فهي بأرقامها وبطولاتها مرشحة لميدالية طبقاً للأوراق.
وألعاب تقديرية فردية أخري وهي النوع الثاني ويتوقف الفوز فيها بنسبة كبيرة علي "الحظ" والقرعة!! فاللاعب المصري الذي توقعه القرعة مثلاً مع بطل عالم أو بطل أوليمبي سابق.. يكون حظه سيئاً. وعندما يودع البطولة مبكراً فمن الصعب أن نلومه.
في النوع الأول من الألعاب الرقمية.. من عندنا في مصر في الأثقال مثلاً لديه رقم يناطح أو ينافس عالمياً؟!! لا أحد!! فلماذا نبكي ونتباكي ونحن نعرف ما سيحدث من قبل أن نشارك في الدورة؟!!
* نفس الحال بالنسبة للدول العربية التي حصلت الآن علي عدد قليل جداً يعادل أصابع اليد الواحدة.. من بينهم ميدالية في السباحة للاعب الجزائري وهي الأقوي لأنها في مسابقة قوية رقمية لا مجال فيها للقرعة أو الحظ.. بل هي ميدالية مجهود وتدريب شاق وأرقام متدرجة حتي تحققت الميدالية.
أما باقي الميداليات في الجودو وبينها ميدالية هشام مصباح اللاعب المصري.. وهو يستحق الشكر لأنه مثل ثمانين مليون مصري بتلك الميدالية.. والحمد لله انه رفع علم مصر ولو لمرة واحدة نتمني أن تتكرر للاعبة آية مدني لتكون أول بنت مصرية تختم منصات التتويج الأوليمبية علي مر التاريخ.
ولماذا نغضب؟!
* السؤال لماذا نغضب من نتائجنا الأوليمبية ونحن نتوقعها من قبل السفر.. بدليل أن كل الاتحادات رفضت كتابة إقرار قبل السفر بتحقيق الميداليات. وإن كنت أري أن هذا الفكر "تعسفي"!! فمن هو البطل العالمي الذي يملك أن يضمن الميدالية في دورة أوليمبية علمية حتي ولو كانت أرقامه عالمية؟!
من الذي يضمن حالته الصحية أو المزاجية أو البدنية أو الفنية قبل البطولة وأثنائها؟!
في الرياضة كل شيء يتغير ويتبدل في لحظة.. طبقاً للمعطيات المختلفة والمستجدات المفاجئة. وطبقاً للمنافسين والأدوات المستعملة. فآية مدني بطلة ومصنفة عالمية أولي.. لكن ربنا يبعد عنها "غضب" الحصان مثلاً في مسابقة الفروسية. ويبعد عنها عدم التوفيق في الأبعاد الخمسة التي تلعبها.
نحن يجب أن نحزن فعلاً.. عندما يكون لدينا في كل لعبة آية مدني "مصنفة عالمية".. ثم تخرج بدون ميداليات!!.. لكن بأمارة إيه.. نطالب لاعبة رماية أو قوس وسهم أو مصارعة أو ملاكمة بتحقيق ميدالية؟! وبأمارة إيه.. نطالب لاعبي سباحة أو رماية أو تجديف بالفوز بميدالية وأرقامهم جميعاً بعيدة عن الأرقام العالمية؟!!
تعالوا نحسبها بشكل آخر؟!!
مصر حققت في تاريخها الأوليمبي الذي بدأ منذ انطلاق أول أوليمبياد وعلي مدار 29 دورة أوليمبية.. حققنا سبع ذهبيات فقط.. أولها كان عام 1928 في أمستردام وفاز بها السيد نصير في رفع الأثقال وآخرها كان لكرم جابر في آخر دورة عام 2004 في أثينا.
وحققنا سبع فضيات بدأت في أمستردام عام 1928 بميدالية فريد سميكة في الغطس وانتهت بفضية محمد رضا في الملاكمة في أثينا عام .2004
وفي البرونزيات حققنا عشر ميداليات.. بداية من فريد سميكة أيضاً في الغطس بأمستردام وآخرها لبطلنا الجديد هشام مصباح في الجودو في الدورة الحالية.
هذا يعني اننا جمعنا 24 ميدالية أوليمبية خلال 29 دورة أوليمبية.. أي بواقع أقل من ميدالية في كل دورة.. فلماذا نتهكم الآن ونطالب بذبح اللاعبين واغتيال الاتحادات وحماسة حسن صقر وكأنه هو الذي كان يلعب في الدورة؟!
لماذا نحاسب اللجنة الأوليمبية. ولماذا هي تحاسب الاتحادات بحجة الفشل الأوليمبي رغم أن كل ما يحدث كان متوقعاً. بل يمكن أن نحقق ميداليتين مثلاً في الأيام المتبقية من الدورة. ويمكن أن "تضرب" آية مدني ذهبية.. ساعتها سيعود كل من حمل سكيناً وقطع رقاب الاتحادات والمجلس القومي وحسن صقر ومفيد ثابت واللاعبين ليغني ويهدي لأبطالنا أغنية "مصر هي أمي ونيلها هو دمي"!!
هكذا نحن نحب الهوجة وركوب الموجة ولا نفكر في الاصلاح أبداً الذي يجب أن يبدأ من الآن للدورة القادمة.
نهوي التقطيع في اللحظة والتو.. ولا ندحث بشكل علمي.. كيف نصحح الطريق ونبحث عن الإصلاح ورفع المستويات!! لك الله يا مصر!!