تمكن فريق علمي بريطاني من إثبات قدرة البشر على التعلّم بمجرد الحدس، إلى جانب تحديد الجزء المسؤول عن هذه الملكة في الدماغ، عبر اختبارات أجريت على مجموعة من الأشخاص في الكلية الجامعية في لندن.
وأشارت الدراسة إلى أن المقولة التي تفترض أن الإجابات القائمة على الحدس السريع في بعض القضايا غالباً ما تكون أصح من تلك التي تأتي بعد تفكير عميق، ليست مجرد أسطورة، بل تقوم على استناد علمي تتوافر أدلته أيضاً لدى عدد من المخلوقات الأخرى.
وقامت الدراسة على لعبة افتراضية عبر عرض رموز شبه متطابقة على شاشة الكومبيوتر أمام عدد من الأشخاص، يتيح واحد منها كسب المال.
ويتوجّب على اللاعبين اختيار الرمز الذي يقودهم الى تحقيق الفوز الدائم وتجنب الرموز الأخرى التي تؤدي إلى خسارة المال، علماً أن كل الأشكال التي تظهر على الشاشة أمامهم تبدو متطابقة - إذا اعتمد اللاعبون أسلوب التفكير المنطقي - ما يلزمهم التكهن بعد الاتكال على حدسهم.
وتظهر على الشاشة تعابير تدفع اللاعبين إلى عدم اعتماد التحليل المنطقي، بل تدعوهم إلى السير وراء مشاعرهم للفوز وتجنّب خسارة الكثير من الأموال.
ووفقاً للبحث الذي نشرته مجلة «الخلية العصبية»، نجح معظم الذين شاركوا في الاختبار في تحديد الرمز الصحيح، وقد عمد الفريق العلمي إلى الكشف على مراكز النشاط في أدمغة اللاعبين خلال ممارستهم الاختبار، ليتضح تركزه في جزء يقع في الوسط المتقدم من الدماغ يدعى «Ventral Striatum».
ويعيد الاختبار إلى الأذهان ما كان طرحه عالم الأحياء المعروف، إدوارد لي ثورندايك، الذي افترض عام 1911 أن قدرة القطط والكلاب على التعلم من دون امتلاك حس واع لديها، يعود إلى امتلاكها حدساً نشيطاً.