بسم الله الرحمن الرحيم
الشرق الأوسط – شابينا بيغوم 26/3/2005م
تأثرت كثيراً بالدعم الكبير، والتمنيات الطيبة التي حصلت عليها من الجالية المسلمة في بريطانيا، وفي شتى أنحاء العالم، بعد انتصاري الأخير في محكمة الاستئناف، فالمحكمة أبطلت حكماً صدر العام الماضي عن المحكمة العليا ودعم قراراً كانت مدرسة لوتن قد أصدرته لمنعي من ارتداء الحجاب في المدرسة.
مع ذلك فقد أدهشني أن رغبة فتاة مسلمة في ارتداء ثياب تتوافق مع تعاليم دينها، جلبت كل هذا الاهتمام من قبل الإعلام العالمي، لماذا كل هذه المعارضة من شخصيات مشهورة ضد رغبتي في ارتداء ملابس خاصة بالمرأة المسلمة وممارسة الواجبات الإسلامية المفروضة علي؟ لماذا أصبح رداء المرأة المسلمة موضوع نقاش وجدل وإثارة لهذا القدر من الغضب، بعكس أية ملابس أخرى؟
لاحظت أنه منذ أن ربحت قضيتي، ظلت الصياغات الجاهزة والمستهلكة تتكرر في عدد من المقالات، وخلاصتها أن الخمار والحجاب يمثلان ثقافة رجعية، إضافة إلى كونهما شكلاً من أشكال القمع ضد المرأة، إنها لفكرة غريبة أن يكون تحرير المرأة يعتمد على المقدار الذي تعرضه من جسدها على الملأ.
وفي هذا السياق، لاحظت أن ثمة مقالات معارضة لي ولحكم محكمة الاستئناف لصالحي، زعمت أن قضيتي قلصت هوية المرأة المسلمة إلى مجرد ما ترتديه من ثياب، وكم يبعث الأمر على المفارقة، فالمرأة الغربية، وباعتراف المناصرات للحركة النسوية في الغرب، ترى أن تقييمها في المجتمع يتم، في الأغلب، وفقاً لمظهرها الخارجي وذوقها في اختيار الملابس، ووفقاً لطول تنورتها أو قصرها، أكثر مما يتم وفقاً لدرجة ذكائها ومهاراتها المهنية، لقد كتبت الداعية النسوية المعروفة جيرمين غريير في كتابها " المرأة الشاملة " : " تعرف كل امرأة، بغض النظر عن إنجازاتها، أنها فاشلة إذا لم تكن جميلة ".
لقد دفعت صناعة التجميل، التي تساوي قيمتها مليارات الدولارات، النساء في الغرب كي يطمحن إلى الوصول إلى صورة غير واقعية عن أجسادهن، ونتجت عن ذلك مشكلات شديدة الانتشار في نظام التغذية بسبب الخوف من السمنة.
هناك ما يقرب من مليون امرأة في بريطانيا، وواحدة من بين كل عشرين في الولايات المتحدة، يعانين من مشكلات في الأكل، لماذا يحدث هذا القمع للعقل؟
لقد تردد أنني تعرضت إلى ضغوط بغرض حملي على ارتداء الجلباب من أفراد في الأسرة، أو من مجموعة إسلامية مثل " حزب التحرير " وإنني لا أستطيع أن أتخذ قراراً انطلاقاً من قناعاتي.
صحيح أن " حزب التحرير " والكثير من الجماعات الإسلامية في المملكة المتحدة، فضلاً عن الجالية المسلمة بصورة عامة، وقفوا إلى جانبي في تمسكي بالمحافظة على القيم الإسلامية، لكنني لا بد أن أرفض هنا اتهامي بأنني غير قادرة على التفكير بصورة مستقلة.
لماذا يعتبر البعض ممن عارضوني، وعارضوا حكم المحكمة لصالحي، أن الفتاة تعبر عن شخصيتها عندما ترتدي تنورة قصيرة في المدرسة، بينما يقولون إن الفتاة المسلمة تتعرض لضغوط لترتدي الخمار والحجاب، حتى حين تفعل ذلك انطلاقاً من فهمها الخاص للإسلام؟ إن مثل هذه الادعاءات هي السبب وراء التقليل من شأن تفكير النساء المسلمات، كما أن هذه الادعاءات تساعد على استمرار رواج الفكرة الخاطئة بأن المسلمات لا يستطعن تحديد خياراتهن بأنفسهن في الحياة.
إن الإسلام يساعد العقل على النضوج، على العكس من الثقافة الترفيهية الضحلة وثقافة " النينتيندو " التي تمتص تفكير الكثير من الشباب في الغرب.
يبقى سؤال أخير للمعترضين والمعترضات على انتصاري في المحكمة : أي هوية غير الإسلام تريدون مني الانتماء إليها ؟ هل تطالبونني بالاندماج في مجتمعات غربية، مثل بريطانيا، حيث واحدة من كل 20 امرأة تعرضت للاغتصاب، وتتعرض للاغتصاب 167 امرأة يومياً، وفقاً لإحصائيات وزارة الداخلية البريطانية، وحيث واحدة من كل أربع نساء تتعرض للعنف داخل الأسرة، وحيث تموت امرأتان أسبوعياً على يد الزوج أو الرفيق؟
ربما هناك من يريدون أن أتبنى قيم مجتمع مثل المجتمع الأميركي، الذي تتعرض فيه النساء للاعتداء الجنسي كل دقيقتين تقريباً، وفقاً للرابطة الأمريكية للجامعيات!
كلا، شكراً، لماذا أتخلى عن هوية تقدرني كامرأة وتقدر قيمة تفكيري ومهاراتي بدلاً من تقدير طول تنورتي؟
ترى، لماذا أثار زي المرأة المسلمة كل هذا الجدل على مر الزمن؟ ربما السبب في ذلك هو أن القضية أكبر من مجرد قطعة قماش، فهذا الزي يمثل هوية المرأة التي حررت نفسها من الأيديولوجية القمعية والضحلة للعلمانية، وأقبلت على الإسلام كطريقة حياة، الحقيقة هي أن زي المرأة المسلمة يمثل هوية امرأة تفكر ولا تنقاد بصورة عمياء لمعايير المجتمع من دون التفكير عميقاً في الحياة وفي غرضها وفي تثبيت حقيقة الإسلام عبر عقلها وقناعاتها.
متى تفعل المرأة الغربية ذلـك ؟
الشرق الأوسط – شابينا بيغوم 26/3/2005م
تأثرت كثيراً بالدعم الكبير، والتمنيات الطيبة التي حصلت عليها من الجالية المسلمة في بريطانيا، وفي شتى أنحاء العالم، بعد انتصاري الأخير في محكمة الاستئناف، فالمحكمة أبطلت حكماً صدر العام الماضي عن المحكمة العليا ودعم قراراً كانت مدرسة لوتن قد أصدرته لمنعي من ارتداء الحجاب في المدرسة.
مع ذلك فقد أدهشني أن رغبة فتاة مسلمة في ارتداء ثياب تتوافق مع تعاليم دينها، جلبت كل هذا الاهتمام من قبل الإعلام العالمي، لماذا كل هذه المعارضة من شخصيات مشهورة ضد رغبتي في ارتداء ملابس خاصة بالمرأة المسلمة وممارسة الواجبات الإسلامية المفروضة علي؟ لماذا أصبح رداء المرأة المسلمة موضوع نقاش وجدل وإثارة لهذا القدر من الغضب، بعكس أية ملابس أخرى؟
لاحظت أنه منذ أن ربحت قضيتي، ظلت الصياغات الجاهزة والمستهلكة تتكرر في عدد من المقالات، وخلاصتها أن الخمار والحجاب يمثلان ثقافة رجعية، إضافة إلى كونهما شكلاً من أشكال القمع ضد المرأة، إنها لفكرة غريبة أن يكون تحرير المرأة يعتمد على المقدار الذي تعرضه من جسدها على الملأ.
وفي هذا السياق، لاحظت أن ثمة مقالات معارضة لي ولحكم محكمة الاستئناف لصالحي، زعمت أن قضيتي قلصت هوية المرأة المسلمة إلى مجرد ما ترتديه من ثياب، وكم يبعث الأمر على المفارقة، فالمرأة الغربية، وباعتراف المناصرات للحركة النسوية في الغرب، ترى أن تقييمها في المجتمع يتم، في الأغلب، وفقاً لمظهرها الخارجي وذوقها في اختيار الملابس، ووفقاً لطول تنورتها أو قصرها، أكثر مما يتم وفقاً لدرجة ذكائها ومهاراتها المهنية، لقد كتبت الداعية النسوية المعروفة جيرمين غريير في كتابها " المرأة الشاملة " : " تعرف كل امرأة، بغض النظر عن إنجازاتها، أنها فاشلة إذا لم تكن جميلة ".
لقد دفعت صناعة التجميل، التي تساوي قيمتها مليارات الدولارات، النساء في الغرب كي يطمحن إلى الوصول إلى صورة غير واقعية عن أجسادهن، ونتجت عن ذلك مشكلات شديدة الانتشار في نظام التغذية بسبب الخوف من السمنة.
هناك ما يقرب من مليون امرأة في بريطانيا، وواحدة من بين كل عشرين في الولايات المتحدة، يعانين من مشكلات في الأكل، لماذا يحدث هذا القمع للعقل؟
لقد تردد أنني تعرضت إلى ضغوط بغرض حملي على ارتداء الجلباب من أفراد في الأسرة، أو من مجموعة إسلامية مثل " حزب التحرير " وإنني لا أستطيع أن أتخذ قراراً انطلاقاً من قناعاتي.
صحيح أن " حزب التحرير " والكثير من الجماعات الإسلامية في المملكة المتحدة، فضلاً عن الجالية المسلمة بصورة عامة، وقفوا إلى جانبي في تمسكي بالمحافظة على القيم الإسلامية، لكنني لا بد أن أرفض هنا اتهامي بأنني غير قادرة على التفكير بصورة مستقلة.
لماذا يعتبر البعض ممن عارضوني، وعارضوا حكم المحكمة لصالحي، أن الفتاة تعبر عن شخصيتها عندما ترتدي تنورة قصيرة في المدرسة، بينما يقولون إن الفتاة المسلمة تتعرض لضغوط لترتدي الخمار والحجاب، حتى حين تفعل ذلك انطلاقاً من فهمها الخاص للإسلام؟ إن مثل هذه الادعاءات هي السبب وراء التقليل من شأن تفكير النساء المسلمات، كما أن هذه الادعاءات تساعد على استمرار رواج الفكرة الخاطئة بأن المسلمات لا يستطعن تحديد خياراتهن بأنفسهن في الحياة.
إن الإسلام يساعد العقل على النضوج، على العكس من الثقافة الترفيهية الضحلة وثقافة " النينتيندو " التي تمتص تفكير الكثير من الشباب في الغرب.
يبقى سؤال أخير للمعترضين والمعترضات على انتصاري في المحكمة : أي هوية غير الإسلام تريدون مني الانتماء إليها ؟ هل تطالبونني بالاندماج في مجتمعات غربية، مثل بريطانيا، حيث واحدة من كل 20 امرأة تعرضت للاغتصاب، وتتعرض للاغتصاب 167 امرأة يومياً، وفقاً لإحصائيات وزارة الداخلية البريطانية، وحيث واحدة من كل أربع نساء تتعرض للعنف داخل الأسرة، وحيث تموت امرأتان أسبوعياً على يد الزوج أو الرفيق؟
ربما هناك من يريدون أن أتبنى قيم مجتمع مثل المجتمع الأميركي، الذي تتعرض فيه النساء للاعتداء الجنسي كل دقيقتين تقريباً، وفقاً للرابطة الأمريكية للجامعيات!
كلا، شكراً، لماذا أتخلى عن هوية تقدرني كامرأة وتقدر قيمة تفكيري ومهاراتي بدلاً من تقدير طول تنورتي؟
ترى، لماذا أثار زي المرأة المسلمة كل هذا الجدل على مر الزمن؟ ربما السبب في ذلك هو أن القضية أكبر من مجرد قطعة قماش، فهذا الزي يمثل هوية المرأة التي حررت نفسها من الأيديولوجية القمعية والضحلة للعلمانية، وأقبلت على الإسلام كطريقة حياة، الحقيقة هي أن زي المرأة المسلمة يمثل هوية امرأة تفكر ولا تنقاد بصورة عمياء لمعايير المجتمع من دون التفكير عميقاً في الحياة وفي غرضها وفي تثبيت حقيقة الإسلام عبر عقلها وقناعاتها.
متى تفعل المرأة الغربية ذلـك ؟
عدل سابقا من قبل ميمو_ الحب في الجمعة أغسطس 29, 2008 12:45 am عدل 1 مرات