الرئيسية
الإبداع الصيني يتجدد في افتتاح دورة الألعاب البارالمبية
حفل رائع يفوق الخيال.. وانتصار الإنسانية علي الشر
حفل رائع يفوق الخيال.. وانتصار الإنسانية علي الشر
نبضت الحياة من جديد في ستاد "عش الطائر" بالعاصمة الصينية بكين. مع حفل الافتتاح لدورة الألعاب البارالمبية الثالثة عشرة والتي تختتم يوم 17 الجاري. حيث احتضن الاستاد الصيني. والذي يعد من عجائب الاستادات في العالم. وأفضلها علي مستوي العالم علي الاطلاق من حيث الحجم والامكانيات والتجهيزات وجمال البناء والتنسيق.. فقد احتضن "عش الطائر" العالم من جديد أبطال الرياضة للمرة الثانية في مدة تقل عن الشهر. باستضافته لأبطال التحدي من نجوم رياضة المعاقين وبمشاركة 4000 لاعب ولاعبة في المنافسات التي تنطلق اليوم في 20 لعبة تتضمن أكثر من 480 مسابقة.
ومرة أخري تصيب الصين العالم بالذهول لدعوة حفل الافتتاح والاعجاز في التحول من الدورة الأوليمبية للأسوياء التي انطلقت يوم 8 أغسطس الماضي الي الدورة البارلمبية للمعاقين.. هذا التحول الرائع الذي لمسناه علي أرض الواقع. والذي لمسناه علي أرض الواقع في بكين. وكأن لم يكن لا شغلة ولا مشغلة سوي الاستعداد للدورة البارالمبية "للمعاقين" بينما العالم قد شهد لها بالقدرة والتفوق في الألعاب الأوليمبية.. فقد جاء حفل الافتتاح رائعاً ومدهشاً ومبهراً ايضاً. والابهار لمسناه من التحرك الي الاستاد كوفد مصري يضم اللاعبين والمدربين والاداريين ورئاسة البعثة المصرية التي يقودها الدكتور نبيل سالم ومعه الدينامو د. حسام الدين مصطفي وأيضاً الزملاء الصحفيون.. فكل شئ يسير مثل الساعة السويسرية التي لا تقدم ولا تؤخر ثانية واحدة.. وحتي دخول الجمهور الي الاستاد كان في منتهي اليسر والسهولة. رغم ان القرية الأوليمبية وكل الملاعب الملحقة بها في وسط العاصمة بكين تقريباً.. وبدون تواجد المبالغ فيه لرجال الشرطة فان الأمور تسير بسهولة ويسر يتولاها بنسبة 100% الشباب من المتطوعين. بما في ذلك تنظيم حركة المرور في الشوارع المحيطة بالاستاد وايضا الدخول للاستاد وضمان الالتزام والأمان علي كل بواباته.. وهذه دروس تهمنا كثيراً خاصة أننا مقبلون في مصر علي حدث رياضي العام القادم. وهو حدث لا يساوي "عشر" الدورة الأوليمبية أو البارالمبية. واقصد به بطولة كأس العالم للشباب التي لا نسمع عنها خبراً ولا شراً منذ أن رسي علينا العطاء من الفيفا بالأمر المباشر.. ومن يومها واخونا هاني أبوريدة رئيس اللجنة المنظمة كافي خيره شره ولا يفتح بقه بكلمة.
ما علينا.. نرجع لحفل الافتتاح الرائع في بكين.. والذي انقسم لجزءين الأول بدأ بإطلاق الصواريخ في سماء الاستاد إيذاناً بانطلاق "البارالمبياد" الثالث عشر. ثم بدأ دخول طابور العرض بمشاركة 148 دولة. وكان ترتيب البعثة المصرية رقم 104. واصطف الجميع حول دائرة الملعب. بعد ان ترك المنظمون وسطه فارغاً. ليكون حلقة لملاقاة من مئات الشباب والفتيات الذين لم يكفوا عن التلويح والرقص. وبعد اكتمال طابور العرض بدخول الوفد الصيني الكبير جداً. والذي نال بالطبع تحية خاصة كبيرة جداً. ومن الرئيس الصيني أيضاً الذي كان علي رأس الحضور في المنصة الرئيسية للاستاد الأوليمبي.
وفي الجزء الثاني من حفل الافتتاح بدأت فقرات الحفل. بعد ان اكتست ارض الاستاد باللون الأزرق. رغم كرنفال الألوان والاعلام والأزياء من كل صنف ولون.
وفي لحظات تم سحب هذه الآلاف المؤلفة من أرض الملعب. وحصرها في أجنابه. وتخفت الاضواء لتنير الصواريخ سماء الملعب مرة أخري. ثم يخيم الظلام مجدداً وتضئ المدرجات ببطاريات صغيرة في منظر أكثر من رائع. وتتحول سماء الاستاد الي مجرة سماوية ويظهر كوكب زحل اجمل كواكب المجموعة الشمسية ويخرج منه من يسبح برشاقة وجمال في هذا الفضاء الأخاذ. ويهبط تدريجياً الي الأرض حيث أحد اشهر المطربين في الصين ليغني للدورة ولابطال تحدي الإعاقة بصوت اخاذ. رغم اننا لم نفهم منه ولا كلمة بالطبع.. ثم تنشق أرض الاستاد عن بركان يقذف ببعض الأدخنة التي تتحول الي سحب وفي خدعة رائعة تحلق النيازك في السماء.
ويستمر الابداع والابهار عندما يستبدل اللون الأزرق باللون الأبيض. فمثلاً في مئات الجميلات لتشكيل 4 حلقات. وكأنهن سحابات بيضاء وسط السماء الزرقاء في خلق بديع.. ثم تظهر طفلة معاقة علي كرسي متحرك. لتلتف حولها السحابات البيضاء لتحنو عليها وتسعدها. ووسط هذه البراءة يحدث غزو فضائي ومن المثير ان الذين أدوا هذا الغزو مجموعة من الأطفال بالغي الرشاقة والقوة لكن تنتصر الانسانية في النهاية ويعم الخير والزرع. ويختتم الحفل بأغنية رقيقة ورفع العلم البارالمبي وإيقاد الشعلة.
وتبدأ اليوم المنافسات في كل الالعاب وستكون البداية المصرية في تنس الطاولة فيما يواصل أبطال الحديد للرجال والسيدات وأبطال العاب القوي تدريباتهم.. كما تقام في المساء أولي مباريات منتخب مصر في الكرة الطائرة للرجال "جلوس" والتي ستكون أمام المنتخب البرازيلي.
